"منتدى الأشراف" بين توحيد المجزأ وطموح التأسيس/الولي سيدي هيبه

أحد, 24/04/2022 - 15:58

النسب المحمدي
هو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن حكيم. وأم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ابن حكيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو نسبه الصحيح المتفق عليه في نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما فوق ذلك مختلف فيه...  يقول الشاعر:

ثـم مـعــد بـعـده عــدنـانُ      وبعد ذاك اختلف الأعيانُ

اقتباس:

جاء في لسان العرب لإبن منظور : وعِتْرةُ الرجل: أَقْرِباؤه من ولدٍ وغيرهِ، وقيل: هم قومُهُ دِنْياً، وقيل: هم رهطه وعشيرته الأَدْنَون مَنْ مَضى منهم ومَن غَبَر؛ ومنه قول أَبي بكر، رضي الله عنه: نحن عِتْرةُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، التي خرج منها وبَيْضَتُه التي تَفَقَأَتْ عنه، وإِنما جِيبَت العرَبُ عنّا كما جِيَبت الرحى عن قُطْبها؛ قال ابن الأَثير: لأَنهم من قريش؛ والعامة تَظُنُّ أَنها ولدُ الرجل خاصة وأَن عترة رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ولدُ فاطمة، رضي الله عنها؛ هذا قول ابن سيده، وقال الأَزهري، رحمه الله، وفي حديث زيد بن ثابت قال: قال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، إِني تارك فيكم الثَّقَلَينِ خَلْفي: كتابَ الله وعتْرتي فإِنهما لن يتفرّقا حتى يَرِدا عليّ الحوض؛ وقال: قال محمد بن إِسحق وهذا حديث صحيح ورفعَه نحوَه زيدُ بن أَرقم وأَبو سعيد الخدري، وفي بعضها: إِنِّي تاركٌ فيكم الثَّقَلْين: كتابَ الله وعِتْرَتي أَهلَ بيتي، فجعل العترة أَهلَ البيت.

وقال أَبو عبيد وغيره: عِتْرةُ الرجل وأُسْرَتُه وفَصِيلتُه رهطه الأَدْنَون. ابن الأَثير: عِتْرةُ الرجل أَخَصُّ أَقارِبه.
وقال ابن الأَعرابي: العِتْرة ولدُ الرجل وذريته وعِقُبُه من صُلْبه، قال: فعِتْرةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، وولدُ فاطمة البَتُول، عليها السلام.

وروي عن أَبي سعيد قال: العِتْرةُ ساقُ الشجرة، قال: وعِتْرةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، عبدُ المطلب ولده، وقيل: عِتْرتُه أَهل بيته الأَقربون وهم أَولاده وعليٌّ وأَولاده، وقيل: عِتْرتُه الأَقربون والأَبعدون منهم، وقيل: عِتْرةُ الرجل أَقرباؤُه من ولد عمه دِنْياً؛ ومنه حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، حين شاوَرَ أَصحابَه في أَسَارَى بدر: عتْرتُك وقَوْمُك؛ أَراد بِعِتْرتِه العباسَ ومن كان فيهم من بني هاشم، وبقومه قُرَيشاً.

والمشهور المعروف أَن عتْرتَه أَهلُ بيته، وهم الذين حُرّمَت عليهم الزكاة والصدقة المفروضة، وهم ذوو القربى الذين لهم خُمُسُ الخُمُسِ المذكور في سورة الأَنفال.

هل يمكن توحيد المجزأ؟

إثر الزوبعة القديمة الجديدة التي أثارها كاتب مغمور ـ يبحث عن الشهرة في كتاب مسجور بالأكاذيب والأحقاد التي مردها العقد ـ يشكك في شرف الغالبية العظمى من المنتسبين للدوحة النبوية الشريفة في موريتانيا، ظهر تجمع جديد تحت اسم "منتدى الأشراف" نظمت مجموعته التأسيسية ملتقى في نواكشوط ليلة الاثنين عاشر رمضان ١٤٤٣ الموافق 11 إبريل 2022 لإعلان تأسيس منتدى للشرفاء وتحديد منطلقاته وتدارس ضوابط وإجراءات التأسيس والأوجه القانونية قبل تقديم الطلب للاعتراف به من قبل الجهات المعنية.

ويتبادر، بداهة، إلى الذهن السؤالُ عن سبب الدعوة إلى تشكيل هذا "التجمع" وتسميته بـ"منتدى شرفاء موريتانيا"، خصوصا وبالذات في هذا المنعطف؟

فما هي الدوافع والمبررات والمقومات الموضوعية وراء السعي إلى الترخيص بعد التأسيس لهذا الكيان الحاشد لكل المجموعات المنتسبة لآل البيت الشريف وتنظيمها في كيان "موحد" يأخذ طابع القبيلة المستقلة بعدما لم يكن أمر الشرفاء في معظمه منتظما على هذا النحو؟

وما هي كذلك بالتفصيل الإستراتيجية التي تم أو سيتم وضعها لتحديد الأهداف بالإجماع وأيضا وسائل تحقيقها والمنهجية إلى كل ذلك.

فمن المعلوم أنه إذا كان بعض الأسر الكبيرة الأعداد من الشرفاء قد استطاع منذ أمد بعيد أن ينتظم في تجمعات اكتسبت طابع "القبيلة" تحت مسميات غابت عنها في الإسم صفة الشرف المميزة، فإن الكثيرين من معاشر الشرفاء فضلوا أن يبقوا أسرا وجماعات اتخذت لنفسها مستقرا ضمن فضاءلت قبلية بعينها، تقبلتها واستضافتها وتحالفت معها فأصبحت تنمى لها ضمن دائرة الاسم العام للقبيلة مع  ربطت صفة الشرف بهذا الاسم والتركيب عليه خصوصية الشرف عند لزوم التميز (شرفت الفلانيين).

ولما أن أمر قبول الشرفاء حقيقة لا مراء فيها ولا خلاف عليها في هذه البلاد، وواقع تحققت لهم ضمنه وبه مكانة "عز" معتبرة بين قبائل "بني حسان" وقبائل "الزوايا"، فإن خيار الكثيرين كان ذهب منذ البدء إلى الاندماج في القبائل "المضيفة" لأسرهم وجماعاتهم مع الاحتفاظ لهم بـ"الصفة" المميزة (الشرفاء)، فإن بعض المنتسبين كذلك إلى دائرة "الشرف" استطاع أن يحقق بالعدد مقاما قبليا مميزا اختار له اسما انفصم، تبعا لمقتضيات الاختيار، عن الصفة (الشرف).

فهل تخرج أسر وجماعات الشرفاء عن أحلافها وتبتعد عن دفء أحضانها إلى كيان جديد يدعى "الشرفاء" قبيلة؟

وهل تتخلى القبائل الشريفة التي أصبحت كيانات عن أسمائها "المميزة" دون "الصفة" لتلتحم بالصفة دون الأسماء؟

إنه إشكال يستوجب التشاور بشأنه وتدارس كل أوجهه لأنه يتعلق بجمع "مجزئ" محل رضى مع ذلك من كل الأطراف ومحل تميز تشكل على مر الزمن حتى اكتسب كل مقومات بقائه وشموخه وتميزه وديمومته.

ثم ما هي طموحات المؤسسين للمنتدى في عصر له خصوصية المواطنة في ظل دولة القانون والعدالة والمساواة ووجوب العمل معا للبناء المشترك وتحقيق البقاء ضمن عالم  تجاوز الاعتبارات الضيقة وتبنى العلم نهجا وشجع على الرسوخ فيه لمن له همة دون أي اعتبار كان لإطار أو لكيان ينتمي إليه الفرد كالخصوصية التي من حق الكل أن يعتز بها من أجل توازنه النفسي والاجتماعي لكن بعيدا عن التأثير بها على مقومات واشتراطات وإملاءات الدولة الحديثة.