حزب الاتحاد من اجل الجمهورية يبدأ تنظيم ورشات حول الوحدة الوطنية والآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجيواستراتيجية للبلاد

اثنين, 19/10/2020 - 18:10

أطلق حزب الاتحاد من أجل الجمهورية السبت 17 أكتوبر 2020، في فندق مونوتل-دار البركة، أولى الورشات التي يزمع تنظيمها، حول الوحدة الوطنية والآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجيواستراتيجية للبلاد، وهذه الورشة بعنوان: "تعزيز الوحدة الوطنية والقضاء على كافة أشكال مخلفات الرق"، وقد تميزت بحضور نوعي مميز لقادة الرأي والفكر في البلد، حيث ناقشوا آليات تعزيز الوحدة الوطنية، في بلادنا، وأهم السبل للقضاء على كافة أشكال مخلفات الرق.

وقد ترأس حفل الافتتاح رئيس الحزب السيد سيدي محمد ولد الطالب أعمر، الذي استهل الحفل بكلمة هامة هذا نصها:

"بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على النبي الكريم أيها السادة والسيدات.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، يطيب لي أن أشرف اليوم على إطلاق أولى الورشات التي سينظم الحزب حول الوحدة الوطنية، والآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجيواستراتيجية للبلاد، من خلال إنجاز ورشة تفكيرية، حول موضوعي: تعزيز الوحدة الوطنية، والقضاء على كافة أشكال مخلفات الرق، وهما موضوعان حريان بالبحث والتمحيص، لما يترتب على نقاشهما وغربلة الأسئلة المطروحة حولهما، ومحاولة الإجابة عليها، من أجل العمل على وضع تصور مرجعي للعمل الحزبي خلال المراحل القادمة.

لقد عمل فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، منذ اللحظة الأولى على مكافحة الغبن والتهميش في إطار برامج طموحة وجادة، بدأت أرضية العمل الحكومي تتزين بها، من خلال الفعالية والإسراع في تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية "تعهداتي"، وذلك بالإسراع في تنفيذه مع مراعاة الفعالية، والوصول الشفاف للمستهدفين، واستحداث برامج استعجاليه للمنمين والمزارعين والفئات الهشة، والتقدم في مجال تحسين الخدمات العمومية، والشروع الفوري في إصلاح القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصيد، والتأسيس لحكامة رشيدة، واتخاذ إجراءات صارمة لحماية أموال الشعب، وإجراءات التخفيف من البطالة، وخلق جو من التهدئة يمكن أن تسهم أرضيته في تنفيذ هذه المشاريع، ولا شك أن برنامج الإقلاع الاقتصادي (أو برنامج أولوياتي الموسع) ، الذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية، في خطابه الأخير إلى الأمة، سيعمل على تحسين أوضاع المواطنين عامة، والأكثر هشاشة على وجه الخصوص.

وليس إطلاق الحكومة أخيرا لوحدة تكوين لتدريس اللغات الوطنية لشعبتي القضاء والإدارة العمومية لأول مرة، إلا دليلا على حرص السلطات العليا في البلد على تجذير الاندماج بين مكونات شعبنا، حرصا على تقوية لحمته، وتماسكه التاريخي.

أيها الجمع الكريم،

لقد أظهرت التجارب العالمية والتجارب التي مرت بها بلادنا خاصة أن النهوض بالشرائح المغبونة تاريخيا، يتطلب أكثر من مجرد حصولها على نصيبها العادل من البرامج الموجهة لمحاربة الغبن والتهميش، بل لا بد من برامج موجهة خصيصا لمثل هذه الشرائح، والابتعاد عن تكرار الأخطاء لتحاشي النتائج السلبية، إذ من المهم والحالة هذه الاعتماد على مقاربة جديدة تنطلق من أولويات واضحة، على المستوى السياسي والتشريعي أولا، ثم على المستوى الاقتصادي الاجتماعي ثانيا وهو أمر يتطلب منا جميعا البحث وبتأن عن أنجع آلية لحصول ذلك، بعيدا عن التأويلات، والتشنج، والتسييس، لأن المسألة فوق كل ذلك، ولن تستوي الحلول المرجوة على سوقها إلا بمشاركة الجميع وبصدق، وهي حيثية لاشك أنكم تعونها جميعا، وستعملون على تحققها، لما تملكون من حس المسؤولية، والوعي بضرورة تنقية الإطار العام للعلاقات التي تحكم مكونات مجتمعنا، تكريسا للانسجام الذي عرف به شعبنا عبر التاريخ.

أيتها الأخوات أيها الإخوة،

لقد كان لفكرة إطلاق برنامج "تآزر" المنبثق من "تعهداتي" دلالة عميقة على استيعاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لجوهر المشكل المتمثل في وجود قدر كبير من الغبن والتهميش عانت منه أهم مكونات مجتمعنا خلال فترات طويلة، أنهكها فيها الإقصاء، والاستغلال، والحلول المجتزأة، والمتاجرة بمعاناة الفقراء والمهمشين، والمغبونين، والمظلومين، حيث أحيى هذا البرنامج الأمل في النفوس، وعزز من مصداقية الإجراءات لدى المواطنين عامة، وهيأ الأرضية لمحاولات الحلول، وولد الثقة في نفوس المواطنين عامة، وأصحاب الدخل المحدود خاصة، لحجمه، ونجاعة تدخلاته حتى الآن، وما يعلق عليه من آمال في زيادة قدراته لتحسين معاش المواطنين الأقل دخلا، وهو ما يبرهن على جدية ووعي الإجراءات التي تنتهجها الدولة في إطار حلحلة مثل هذه المشاكل.

أيها السادة الأفاضل،

سوف يقدم عضوا المكتب التنفيذي للحزب ورقتين للاستئناس، وإثارة الأسئلة فقط، من أجل استخراج ما تكتنزه قرائحكم من أفكار ستكون نبراسا لما ننوي الوصول إليه، من توافق بعيدا عن كل ما من شأنه إذكاء الخلاف أو جلب الشحناء، لأن الغاية هي الوصول إلى حلول ناجمة عن تفكير ونقاش رفيعي المستوى.

إنكم مدعوون خلال هذه الورشات إلى انتهاج خط وسطي، لا يفرط في طرح المشكل، ولا يغالي في تشنيعه، منطلقا من أن تعزيز الوحدة الوطنية هو الهدف المقدس لدى الجميع،آخذين في عين الاعتبار أن القضاء على المظلومية التاريخية التي عانت منها بعض فئاتنا ردحا من الزمن، من أهم أهدافنا الأساسية خلال عملنا هذا، الذي ينبغي أن تطبعه روح الانسجام والاستماع إلى الرأي الآخر من أجل أن نسهم في القضاء على تلك المظالم التاريخية، وبأسلوب تطبعه الإيجابية والمسؤولية.

سادتي سيداتي،

لاشك أن مثل هذه الورشات، سيسهل على الفاعلين في الحقل السياسي، والاجتماعي والتنموي، إيجاد الحلول الفعالة لكل قضايانا الوطنية، ولن يتسنى ذلك إلا بوعي جميع الفعاليات الوطنية بما تقومون به هنا اليوم من جهد، وتفكير، وإصدار لنتائج مهمة، لذلك قررنا تنظيم ثلاث ورشات في داخل الوطن، تتناول مواضيعنا هذه، بغية تعميق الرؤية الوطنية، بحيث تكون أكثر نصاعة وجلاء، ولتجذير فكرة التأمل والبحث عن الحلول، على أسس رصينة. وستنظم أولى هذه الورشات، والخاصة بولايات الضفة، في مدينة كيهيدي، أما الورشة الثانية فستخصص لولايات الشرق والوسط، وستنظم في مدينة كيفة، أما الورشة الثالثة فمخصصة لولايات الشمال، وستنظم في مدينة نواذيبو.

أرجو لأعمالنا النجاح والتوفيق. وأعلن على بركة الله افتتاح ورشة "تعزيز الوحدة الوطنية والقضاء على كافة مخلفات الرق ".

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".