وتر حساس... أين أغنياء العشرية؟

سبت, 21/03/2020 - 17:50

ولد بوعماتو، ولد انويكظ، ولد تاجدين، اشريف ولد عبد الله، هؤلاء يملكون المال منذ عقود، وإن أتوا إلى الغنى من الصفر في بلد كان يفتقر إلى أرضية جمع المال وتشييد حصونه وعلى الرغم من أن أهله كانوا يشتهرون هم أيضا بالزهد فيه من تصوف رسخه الأولون وبعد عن الحرفية المنتجة بالجهد نتيجة عزوف شديد عن العمل والترفع عنه، ولكن أين مليارديرات أصحاب العشرية، ملاك ناطحات سحاب نواكشوط، ومصحاتها الخصوصية الغالية، وأسواقها الباذخة وبورصات سياراتها الفارهة ومصارفها الكثيرة وشركات تأمينها العديدة ومؤسسات تصديرها ما تشاء من العالم بلا خوف من رقيب، والفنادق المنجمة بالدفع لا بالاستحقاق والتجربة. أين إذن تبرعات هؤلاء في هذا المنعطف الدقيق؟
فهل أن السبب هو أنهم كما كانوا فقط ما زالوا لا يكترثون بحال البلد ولا مصير سكانه، كدسوا الأموال من ثروة البلد ثم خزنوها بعيدا عن الأنظار والأطماع؟
أم أنهم يخشون إن تبرعوا وقدموا فتاتا من أموالهم الطائلة أن تنفضح حساباتهم المتخمة في مصارفهم المرتجلة؟
والحق أن الأولى أن يحقق في أموالهم الطائلة، التي وإن لم يكونوا ورثوها بالتأكيد، فإنهم لم يحصلوها بعرق الجبين وعمق التدبير كما يحصل رجال أعمال العالم أموالهم بالجهد والاستثمار المالي المعقلن والاقتصادي المدروس والصناعي المثمر وبالمشاركة في تحقيق بناء الورش الكبيرة الباقية لشعوبهم ودولهم تحمل أحيانا أسماءهم، تحقيقا يسفر عن رجوها للخزينة العامة وينالوا جزاء ما اقترفوا بالقسطاس لا غير.