لا عذر في التأخر عن مواجهة خطاب الكراهية

جمعة, 28/02/2020 - 12:52

عجيب هو شبب الصمت التام أو تغاضي المتعمد أو التراخي المبيت، لأغلب الأحزاب السياسية في الميدان ومن المنظمات غير الحكومية، عن الشجب الحازم لهذه الموجة العارمة والمتصاعدة في خطاب الكراهية واستهداف اللحمة والوحدة في الصميم وقد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، باستثناء حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي كان موقفه وعلى لسان رئيسه، السيد سيدي محمد ولد الطالب اعمر، عن وعي حازما وقاطعا لرفض هذا الخطاب بكل حمولته جملة وتفصيلا، وللمطالبة بالوقوف بحكمة وحزم في وجهه.

وإن موقف الحزب بهذا التصريح أعقبه إصدار فوري من رئيسه توجيهات صارمة وتعليمات واضحة وإجراءات عملية لكل فروع قواعده حتى تواجهه بما يليق من الخطاب الناضج والعمل الميداني المنتج للحث على تمتين روابط اللحمة القائمة وعرى الأخوة في الإسلام الجامع والذي لم يسلم هو كذلك من المساس في خضم هذه الموجة الشاذة.

وبالطبع يأتي تصريح وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد سالم ولد مرزوك بتطبيق القانون إزاء "الدعوات والتسجيلات والتصرفات التي تتسم بالتطرف وتبالغ في الإساءة إلى الشعب ووحدته الوطنية المقدسة"، يأتي في وقته وبحومه إذن ليحدد بجلاء موقف الدولة الصارم من هذا الانجراف إلى زعزعة الأمن والمساس بالاستقرار وهما من أهم ركائز المحورية في برنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وضع لأجلها مقاربات تعتمد على:

ـ محاربة إشكال الفقر،

ـ ومعالجة أسباب الغبن،

ـ ووضع حد للاقصاء والتهميش،

وقد أعطى الحكومة حيزا وافرا من حرية المبادرة والتحرك والعمل الميداني لتحقيق ذلك، كما أنهى الاحتقان السياسي الذي كاد يقضي:

ـ على منطق الحوار،

ـ وفعالية التشاور،

ـ وضرورة مقارنة الرؤى والبرامج والخطابات السياسية،

التي تحمل جميعها هم الوطن عاليا وتسعى إلى جعل الشعب في المبتدأ وفي النهاية الغاية والوسيلة,

ولا يبقى في هذا التزجه الذي فتحت الدولة أفقه بإعلانها الوقوق بحزم، على لسان وزير داخليتها وتوجيهات من رئيس الجمهورية، إلا أن تلتحم بهذا التوجه جميع:

ـ الهيئات والمنظمات المدنية،

ـ والأحزاب السياسية،

لتقف معا بالمرصاد لأي موجة أو جهة تحمل من الشر للبلد أكثر مما يتصور أصحابها أنها تلبي طموحات عبثية.