وتر حساس... معالي الوزير الأول، أنقذوا الثقافة

جمعة, 20/09/2019 - 18:09

لم يستطع الاستتار وراء أسماء المدن القديمة إخفاء الواقع الثقافي المتردي والعاجز عن مسايرة عصر بلغت فيه كل الدول من حولنا مستوى ثقافيا وعلميا بينا جعلها تعتد بصروح عالية ومنتجة لمادة فكرية وعلمية وثقافية تنافس بها على منصات العالم.
لتترك المدن القديمة لمجدها التليد ويتم إبعادها، ما أمكن ذلك، عن استغلال الادعائيين للفكر والثقافة في ظرف تشهد فيه البلاد بياتا معرفيا محققا يتجلى في غياب المنتج العلمي المجدد والثقافي البناء، وبعد نخب عن أي مستوى يؤهلها لحمل هذا اللقب، بل وإنه البيات الذي يظهر أكثر الحاجة إلى ترتيب الأوراق وتحديد الأولويات الملحة.
وليس أقل التحديات الكثيرة مسألة إصلاح التعليم المتردي حتى يقوى على حمل رسالاته المتعددة الأهداف من أجل بناء بلد يقوى بالتالي على صنع حاضر متوازن قادر على قراءة الماضي والاستفادة منه وصيانته.
عندها يكون من اللائق والمناسب تسمية الأعمال الفكرية والعلمية والثقافية، جوائز كانت أو تظاهرات، بـ"شنقيط" لتطابق الفعل مع روحه ونبل وصدق هدفه. ويعتبر غير ذلك، في ظل غياب النخب المنتجة والعمل المجدي والتظاهرات الثقافية التي تفصح عن إبداع، زيفا وهدرا للمال العام الذي يصرف على الخواء.
فهلا راجعت الدولة، معالي الوزير الأول، في ظل العهد الجديدة والميمون إن شاء الله، السياسة الثقافية المثقلة بالتناقضات والنواقص، والمثخنة بالمثالب فتحدد الأولويات التي لا تخفى في ظل التقهقر الثقافي والفكري والعلمي الذي تعرفه البلاد ويفضحه خواء المكتبات وغياب مسارح الحراك الثقافي والعطاء الفكري والفني، وتوقف هدر المال العام في كل ما يتقاصر عن خدمة الثقافة والعلم والفكر والفن لصرفه في إصلاح التعليم الذي هو الأساس والمعول ورفع قواعد العطاء الثقافي الشامل حتى يحصل ويتحقق النضج؟