ماذا لو كنا كالمرابطين .../ بقلم الأستاذ إسلمو ولد أحمد سالم

اثنين, 19/11/2018 - 12:37

في وطني ، منذ لحظات اختفت  الألوان و الأعراق ، و تزاحمت الأفكار و الصور .

في وطني ، منذ لحظات،  كان هناك لون واحد هو لون العلم الوطني ، و عرق واحد هو الانتماء للوطن ، و أنشودة واحدة ، هي النشيد الوطني .

فاز المرابطون و تأهلوا، و هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية.

عدائي مع كرة القديم ، و هو عداء الأستاذ مع ما قد يشغل تلاميذه عن الدروس .

يوميا أدخل في مواجهات مع التلاميذ على محاكاة حلاقات اللاعبين ،و أثوابهم المشققة ، وسراويليهم الخاشعة إلى الأرض.

لكن المرابطين بالنسبة لي شيء آخر، شيء جميل بنكهة الوجبات المحلية ، و شدو الراحلة ديمي ، و عزف ولد أباشه ، وجمال شعر أحمدو ولد عبد القادر، و عراقة الأوقية، و ظلال النخلة، و خوار صغار الأبقار، و سحر أشجار السمر و القتاد و السرح و العوسج.

أيام حافلة بالترقب و الدعاء ، والأنفاس محبوسة، و الأنفس كلها معلقة بالدقيقة الأخيرة لمباراة فريقنا الوطني مع بوتسوانا .

و يوم حافل بالأحداث و الحكايات ،و مع هزات الشباك و حركات الكرة، تهتز و تتحرك قلوب كل الموريتانيين ؛ وتسابيح و أدعية و تراتيل ، كل ذلك من أجل صافرة النهاية .

غابت ألوان اللاعبين و انتماءاتهم ، و لغاتهم الأم و الجدة ، و تخصصاتهم ،و لغة العمل ،و العادات الخاصة و التقاليد .

غاب الاحساس بظلم التاريخ و الجغرافيا ، و تساوى الفقير و الغني ، و الصغير و الكبير ، و العملاق و القزم .

على صفحة الملعب بدأ كل لاعب  يسطر بما أوتي من قوة ، سطورا تهفوا له قلوب أبناء الوطن .

و تمر اللحظات ثقيلة موحشة ، و الأنفس تسر لحظات و تفزع لحظات ،والجميع يراقب الأداء ، و لا يهتم إلا للأداء ،و الأصوات ترتفع باسم كل متميز في الأداء و الأداء فقط .

و يأتي في لحظات وداع الملعب ، فتى لم يهتم أحد بشكله  و لا لونه و لا لغته ، ليرسم الفرحة العارمة على كل الوجوه ، من "فصالة انييره" إلى "كرمسين" ، و من "عين بينتيلي" إلى "غابو".

إسماعيل جاكيتي هو بطل قومي لكل الموريتانيين ، لأنه رفع علم الوطن إلى نهائيات "الكان"، و هو السبب الوحيد.هذه هي موريتانيا التي نريد ، هذه الروح هي ما نحتاجه ، في القسم و المصحة ، في المكتب و المصنع ،في المزرعة و على الحدود.

هذه الروح هي ما نحتاجه تحت القبعة و اللثام ، وفي الملحفة و الفضفاضة.نحتاجه عند الوزير و الحارس ، و عند الخباز و الجزار و المستورد و المصدر.

هذه الروح هو ما تحتاجه موريتانيا من أجل تنميتها و أمنها و استقرارها. 

لنترك أخطاء التاريخ للتاريخ ، و لنصحح المستقبل ، بتصحيح الحاضر،  و نبذ التفرقة و الاستثمار في الأوجاع .