بين يدي مهرجان ولاته

سبت, 17/11/2018 - 17:36

ترك الحجاج الولاتيون بصمة من ذهب في السودان حين كانت في طريقهم.
استقر بها كثير منهم وتزوج وأنجب، وشكل جسرا للتواصل بين هذه البلاد وتلك .. ويكفي أن نعرف أن أول رئيس للبرلمان السوداني بعد الاستقلال هو الولاتي محمد صالح الشنقيطي...
وكانت الخلاوي والزوايا الولاتية والتيشيتية منتشرة في جل مدن السودان، حيث شكل التصوف وطرقه أحد أهم دعامات العلاقة بين الشعبين.
يقول لبروفوسور عبد الله الطيب المجذوب : "إن محمود التيشيتي كان أحد شيوخ الامام المهدي صاحب (الطريقة المهدية) بالسودان وكان المهدي يجلّه ويحمله على عنقه"....
أُلفتْ كتب وقُدّمتْ محاضرات كثيرة عن علاقة السودان ببلاد المغرب الأقصى ...
ونحن اليوم بحاجة إلى اعتماد الدبلوماسية الثقافية فهي إحدى أهم مجالات العلاقات في عالم اليوم..
وكنتُ قد نبهتُ إلى ذلك في محاضرات ومقالات كثيرة، حيث طالبت -مثلا- بأيام ثقافية موريتانية في تركيا تستحضر اسهامات جيش محمد الأمين ولد زيني القلمي في انتصار الاتراك في بعض معاركهم ضد الانجليز.. وهو جيش له قصة ملحمية مدونة في المصادر التاريخية التركية والإيطالية..
وطالبت بربط الصلة بين العراق وموريتانيا ثقافيا من خلال استحصار دور محمد الامين ولد فال الخير في الجهاد ضد الاستعمار هناك وتأسيسه لمدرسة (النجاة) في الزبير وهي أول مدرسة تفتح المجال للفتيات من أجل التعلم المدرسي...
واستحضاردور أساتذة العراق في تكوين الجيل الأول من أساتذتنا ومعلمينا من خلال بعثاته التي كانت تدرّس في المدرسة العليا لتكوين الاساتذة...
ضف الى ذلك علاقتنا الثقافية بافريقيا جنوب الصحراء وببلدان المغرب العربي ومصر والحجاز واليمن وهي علاقات كنا أندادا فيها إن لم نكن روادا.
أنصح باتخاذ مهرجان المدن القديمة مناسبة سنوية لتجديد تلك الأواصر من خلال دعوة مثقفين من احد تلك البلدان واعتبار بلدهم هو ضيف شرف النسخة على أن تدور ندوات النسخة عن تلك العلاقة الثقافية التاريخية المذكورة، ويتم طبع أعمالها في كتاب يتاح للباحثين.
يحتاج مهرجان المدن القديمة لمسحة علمية جادة.