وتر حساس.. هل نتخطى العقد؟

أحد, 11/11/2018 - 10:37

عندما شاهدت أفلاما عن حرب 14/18 بالأبيض و الأسود تذكرت أننا حينها لم نكن نعرف الأسلحة النارية المهنية، و لا الكهرباء و لا المركبات البخارية، أو الميكانيكية، و لا الانضباط و النظام و لا حتى جوهر دولة أو إمارة أو مملكة أو سلطنة مركزية لها حدود و قوانين جباية و سلطة تنظيمية. كما تذكرت أنها السنوات التي كان الأوائل يطلقون عليها "عمان العرية" أي سنوات العري لتوقف وصول القماش من أوروبا و نحن شعب لا ننتج. ثم تذكرت كذلك و أنا أتابع الشريط أن ما يتغنى به المدعون الدفاع عن المقاومة و المخولون كتابة تاريخها لا يقرأون بين السطور و لا يميزون بين الواقع و الخيال فبدل أن يفصلوا بين ما كان من جهاد بعض الآباء غيرة على معتقدهم و ما سطروه من رائع الصمود في وجه الشوائب و بين ما ميزه بعضهم الآخر و بذكاء نادر من ضرورة قبول ما سخره لهم خالقهم على يد أعدائهم في الملة مشكلين تيارا آخر لا يقل غيرة على المعتقد و على مسطرة السلوك الديني و الأخلاقي فوفق بين الرفض و القبول في نظرة ثاقبة قدرت الآخر و جعلته ظهيرا في مساره مع المستعمر إلى الدولة المركزية المشتهاة و خروجا من أطوار السيبة المراوغة بمظهر الدين و ظهير الجاهلية في التقسيمات القبلية و مداركها من الطبقية الاستعبادية و الدونية. فهل نتجاوز العقد و نوفق بين التيارين في هذا المنعطف الدقيق الذي نحتاج فيه إلى مرجعية تاريخية متصالحة مع ذاتها فنعطي في حياد الرابح لتياري تاريخ البلد في مرحلتي الاستعمار و الدولة الناشئة كل الاهتمام لاستخلاص نقاط القوة منهما و بناء الحاضر بثبات و ثقة؟