هل نعترف بضعف المنطلاقات التاريخية؟

سبت, 10/11/2018 - 17:20

 

و إذ التاريخ ليس ملحمة هوميروسية تنضح بالخرافة، فإنه كتاب منهجي يطل منه أي قارئ إلى خصوصيات الشعوب و عظمة البلدان و مكانتها في مجرى التاريخ، و منه بالاتجاه العكسي على تخلفها و خرافيتها و 
يتقاطر في هذه الأيام زعماء العالم على فرنسا لمشاركتها الاحتفال بأحد أهم فصول نهاية الحرب العالمية الأولى لاستخلاص الدروس رغم مرور مائة عام عليها. سيزور هؤلاء شواهد حية حفظت بعناية و غيرة كالعربة من القطار التي وقع فيها الالمان و الفرنسيون وثيقة انهاء المعارك و كبقايا ماثلة من معركة طاحنة. 
و يجري تخليد الحدث في أجواء من حرية الرأي من حيث قراءة التاريخ و تأويل أحداثه و قد أثار الرئيس ماكرون ضجة بتصريه المزدوج عن المارشيل بتان Pétain القائد العسكري الفذ في الحرب الأولى و الموقع هزيمة فرنسا في الثانية. 
فهل نتجاوز عقد ضعف المنطلقات و ضغط أسانيد الخرافة و الادعائية؟ 
و هل سنتملك لتاريخنا مثل هذه القدرة على الجمع و التثمين؟ 
و هل سنتحلى من الاريحية كذلك بما يمكن من تناوله بتجرد و علمية لتحقيق قفزة مفتقدة إلى حاضر ما زلنا عنه في صمم و في عمى؟