الدول الجزرية الصغيرة النامية تسرع إجراءات التصدي لأكبر مسببات الوفاة

جمعة, 20/01/2023 - 14:25

تعقد حكومة بربادوس ومنظمة الصحة العالمية (المنظمة) ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية اجتماعاً تقنياً رفيع المستوى بشأن الأمراض غير السارية والصحة النفسية مع الدول الجزرية الصغيرة النامية. وتركز المناقشة على التقدم المحرز والتحديات والفرص المحيطة بتوسيع نطاق الإجراءات المتعددة القطاعات بشأن الأمراض غير السارية والصحة النفسية، ووضع توصيات لتوسيع نطاق الإجراءات التي تنقذ الأرواح وتحسن حياة الناس.

وأطلقت المنظمة، بهذه المناسبة، بوابة البيانات عن الأمراض غير السارية في الدول الجزرية الصغيرة النامية التي تسلط الضوء على جزء من أعلى معدلات انتشار مخاطر الأمراض غير السارية والصحة النفسية في العالم. وتظهر البيانات أن أكثر من نصف السكان في الدول الجزرية الصغيرة النامية يموتون قبل الأوان بسبب الأمراض غير السارية، وأن معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم يزيد على 30٪ في جميع البلدان تقريبا.

 

كما أن عشرة من البلدان التي تسجل أعلى معدلات السمنة في العالم هي دول جزرية صغيرة. ومن المتوقع أيضاً أن يكون أعلى معدل لانتشار داء السكري بين البالغين في العالم موجوداً في الدول الجزرية الصغيرة النامية. وتصل معدلات انتشار حالات الصحة النفسية إلى 15٪ في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.

 

وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة: "تواجه البلدان أزمات متداخلة متعددة. فأزمة المناخ وجائحة كوفيد-19 فضلاً عن الفقر والبطالة وعدم المساواة وتهميش مجتمعات الأقليات تغذي زيادة في انتشار الأمراض غير السارية وحالات الصحة النفسية. ولكي نواجه هذه التحديات، نحتاج إلى الاستماع إلى المجتمعات المتضررة عما تواجهه من تحديات وما ينجح من حلول في البيئات المختلفة. ونتطلع إلى العمل مع الدول الجزرية الصغيرة النامية لتحقيق حصائل طموحة في مجال الأمراض غير السارية والصحة النفسية."

 

وتتعرض الدول الجزرية الصغيرة النامية على نحو غير متناسب لتأثير أزمة المناخ على كل من الصحة البدنية والنفسية. فارتفاع معدل انتشار عوامل خطر الأمراض غير السارية مثل تعاطي التبغ وانخفاض النشاط البدني والنظام الغذائي غير الصحي والسمنة، إلى جانب ضعف إدماج الأمراض غير السارية وخدمات الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة، جعل السكان عرضة للإصابة بحالة وخيمة من مرض كوفيد-19. ووضع ذلك ضغوطاً إضافية على النظُم الصحية المجهدة أصلاً. ولا يزال التقدم والاستثمار في الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، فضلاً عن تعزيز الصحة النفسية ورعايتها، غير كافيين.

 

وقال وزير الصحة والعافية في بربادوس، الأونرابل الدكتور جيروم والكوت: "إن للدول الجزرية الصغيرة النامية تاريخاً في التصدي للتحديات الضخمة، وتشكيل الحلول، والتأثير على برنامج العمل العالمي للنهوض بالتنمية. وقد حددنا القضايا والدوافع، مع التزامنا بالعمل وتعبئة الموارد، وتعاوننا مع الشركاء غير التقليديين. ويجب أن نبحث بشكل نقدي المبادرات التي تتناول الأمراض غير السارية والتي لديها القدرة على إحداث تأثير إيجابي على صحة مواطنينا وعافيتهم وتحسينهما."

 

وقد حددت البلدان، أثناء الاجتماع الرفيع المستوى، توصيات رئيسية لتوسيع نطاق العمل بشأن الأمراض غير السارية والصحة النفسية لتحقيق تلك الغاية من أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في خفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية والانتحار بمقدار الثلث قبل عام 2030.

 

وتتضمن التوصيات إجراءات ملموسة لتسريع التعاون من أجل الكشف المبكر عن الأمراض غير السارية وحالات الصحة النفسية والوقاية منها وتوفير تدبيرها العلاجي في جميع أنحاء الدول الجزرية الصغيرة النامية؛ وتعزيز النظُم الصحية في مواجهة أزمة المناخ وجائحة كوفيد-19؛ وتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض غير السارية مع التركيز على التصدي للسمنة؛ وتوفير القدر الكافي من الموارد (المالية والبشرية) المستدامة للأمراض غير السارية والصحة النفسية؛ وتعزيز نظُم المعلومات الصحية. وستثري هذه التوصيات أيضاً الوثيقة الختامية التي ستقدم إلى الاجتماع الوزاري في حزيران/يونيه 2023.

 

وأحاط الاجتماع علماً أيضاً بأن الدول الجزرية الصغيرة النامية على مشارف طرح حلول منخفضة التكلفة وعالية التأثير للحد من عوامل خطر الأمراض غير السارية والصحة النفسية الأكثر شيوعاً. ومن الأمثلة على تدخلات الوقاية والعلاج الناجحة في الدول الجزرية الصغيرة النامية استخدام الضرائب المرتبطة بالصحة؛ وإدراج الصحة في جهود التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره؛ وشن حملات بشأن الصحة البدنية والنفسية والعافية؛ وتوسيع نطاق التغطية العلاجية للأمراض غير السارية والصحة النفسية كجزء من الجهد الوطني المبذول لتحقيق التغطية الصحية الشاملة؛ والإبقاء على خدمات الأمراض غير السارية والصحة النفسية أثناء الطوارئ الصحية.

ووفر الاجتماع أيضاً منبراً لمعالجة الدوافع التجارية للأمراض غير السارية. وقد أدت الاتفاقات والسياسات التجارية، من خلال تأثيراتها على أسعار المنتجات الغذائية والسجائر والكحول وتوافرها والترويج لها، إلى تسريع الحياد عن النظم الغذائية التقليدية والتغذية التقليدية. وأسهمت هذه العملية في الارتفاع المثير للقلق في مستويات السمنة وانعدام الأمن الغذائي والأمراض غير السارية في الدول الجزرية الصغيرة النامية.

وأقدم الأشخاص المصابون بالأمراض غير السارية وحالات الصحة النفسية في عدة بلدان من الدول الجزرية الصغيرة النامية على تبادل تجاربهم. وانضم أيضاً إلى الاجتماع متخصصون في الرعاية الصحية وممثلون عن المجتمع المدني وأكاديميون وشركاء في التنمية.

وقالت الدكتورة بنتي ميكلسن: "سيكون تحقيق التغطية الصحية الشاملة وبناء مجتمعات قادرة على تحمل تغير المناخ أمراً بالغ الأهمية في التصدي لعوامل خطر الأمراض غير السارية والصحة النفسية، فضلاً عن ضمان حصول الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات على ما يحتاجون إليه من علاج ودعم. واستناداً إلى نتائج هذا الاجتماع، سيضع الاجتماع الوزاري المقبل في حزيران/يونيه 2023 جدول أعمال طموحاً لتسريع قدرة الدول الجزرية الصغيرة النامية على تحقيق حصائل منقذة للحياة في مجال الأمراض غير السارية والصحة النفسية وتوفير القيادة العالمية لبرنامج عمل الأمراض غير السارية والصحة النفسية."

وسيثري برنامج العمل أيضاً الأعمال التحضيرية للاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التغطية الصحية الشاملة في عام 2023، وسيسهم في هذه الأعمال، كما سيثري ويسهم في الاجتماع الرابع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأمراض غير المعدية (السارية) المقرر عقده في عام 2025، وفي مؤتمرات قمة الصحة العالمية المقبلة بشأن الصحة النفسية وتغير المناخ.