هوفمان .. عشق يكذب الرحيل \ اخديجة المجتبى \ مريم عباس

أربعاء, 29/05/2019 - 09:40

من أعالي البحار وأثناء جولته السياحية المعتادة بطائرته الخاصة. وبنظرة المستكشف يتفاجأ عالِمُ الطيور بذلك المشهد البديع على الساحل الموريتاني المتدرج في تناغم آسر بين ألوان الطيف الثلاث .

ما هذا … رائع. ملايين الطيور من البجع الأبيض والخطاف الملكي .. وغيرهم.

وينزل الباحث إلى  آرغين تلك الجزيرة  الواقعة في وسط خليج حوض آرغين على مساحة 12 كم٢ مشدوها أمام أسراب الأسماك المهاجرة إليها والشعب المرجانية الغنية بالأعشاب البحرية النادرة، وشعب بدائي طيب يعتمد على الصيد في غذائه الأساسي.

بهذا الاكتشاف يهدي لوك هافمان لموريتانيا أثمن كنز طبيعي في تاريخها.

 

 

نعم كرس الرجل حياته لهذه المحمية كان يتواجد مع الطيور القادمة من كندا شتاء … أحبته أصبحت تبحث عنه بعيونها قبل أن تهبط بعد سفر عشرة آلاف كلم متواصلة … وتلك الواصلة من القطب الجنوبي صيفا دون أن يكترث الرجل لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة..... كون علاقة حميمة مع الساكنة والدلافين بابتسامته وحبه المضمخ بمعرفته الانتربولوجية.

 

وفي ذكرى رحيله الثالثة  يحمل الشوق والوفاء لوك هاف مان ليطل على حبه الأزلي في موريتانيا …

 

ما هذا … مخاطبا أسرته … لماذا لم ينخفض معدل الفقر في هذه المحمية؟

لماذا لا أرى مروحيات خاصة برقابة المحمية ونقل ساكنتها؟

الم تنفذوا وصيتي بتخصيص مليون دولار سنويا من تركتي لهذه المحمية ؟

 

 

وقبل أن ينهي الجملة مطلا من طائراته يتفاجأ بالبحر يتموج في حركة غير طبيعية ليعرف أنها أمواج المسح الزلزالي المغناطيسي التي تطلقها شركات البحث عن الغاز والنفط من انجاگو وحتى نواذيبو طبعا مرورا بالمحمية.

و يُصدم بمنظر  سفن الصيد العملاقة وهي تجر ورائها شباك الموت لكل الكائنات البحرية………

 ما هذا من رخص لهؤلاء الصيد في  المناطق القريبة من الشعب المرجانية التي تشكلت عبر آلاف السنين…

وأخيرا كانت رؤيته لجبال الرمل المكومة بين الشام والساحل الملآى بالزئبق القشة التي قسمت ظهر هو فمان لتنزل روحه بهدوء  في أول بقعة وطأتها قدماه وتدفن هناك مع أحلامه